المستقبل

هناك شيءٌ يُدهشني بلا نهاية: المستقبل – التفكير فيه، التنبؤ به، والأهم من ذلك أن نكون جزءًا منه. لماذا يهمّنا ذلك؟

أولًا، يجب أن نفكّر في أطفالنا. أنا مقتنع تمامًا بأن طريق المستقبل هو، بطبيعة الحال، طريق أبنائنا. التفكير بذكاء يعني أن نحسب حساب أبناء أبنائنا، بل وأبناءهم أيضًا.

ولذلك لا أمنح وزنًا كبيرًا لمن يتحدث عن المستقبل وليس لديه أطفال؛ لأن أفقه الزمني قصير جدًا، فهو عالق في حاضرٍ ملوّث بالأخبار الزائفة والضجيج السياسي من كل حدب.

وهنا تكمن الأهمية: بما أن اللغة الإنجليزية باتت «نظام التشغيل» لكوكبنا، فهذا يعني أنه مع نمو أولادنا سيصبح التفكير النقدي والشك البنّاء رأس مال المستقبل. كلما سمعت خبرًا، أشكّ أولًا في سرعته وصِدقه، لأن حتى الخبر الصحيح يُعاد تشكيله ليخدم أيديولوجيا ما.

الحقائق حقيقية، لكن السرد زائف.

كيف تتحقق من “إنسان حقيقي”

إحدى مزايا تويتر X بنسخته الجديدة: إذا دفعت 50$ شهريًا تحصل على علامة التوثيق الزرقاء – ما يدلّ على أنك على الأرجح شخص حقيقي. نعم، يمكن للروبوت أن يدفع أيضًا، لكن الآن هناك جلد في اللعبة.

مشكلتي مع الإنترنت أنه صار، في رأيي، يكاد يكون 100٪ روبوتات ووكالات ذكاء اصطناعي. الشبكة تعجّ بالآليّين.

المفارقة: رغم انتقادي الشديد لفيسبوك، إلا أن معظم مستخدميه حقيقيون؛ من استخدمه منذ الجامعة غالبًا موجود فعلًا. المشكلة أنه «حديقة مغلقة» ولا يمكن البحث فيه أو فهرسته بسهولة.

الذكاء الاصطناعي هو المستقبل بلا شك، وحتى اختبار تورنغ بات أصعب. بدأت أفهم كيف «يهلوس» الذكاء الاصطناعي:

  1. تسأله سؤالًا،
  2. يمشّط الإنترنت،
  3. يختار فكرتين متجاورتين،
  4. يصنع سردًا جديدًا ليس صحيحًا تمامًا، لكنه قريب للحقيقة – أشبه بتشبيهٍ أو طموحٍ.

لذا أفترض دائمًا أن معلومات ChatGPT قد تكون خاطئة، لكن… تفتح لي نافذة الإمكان.

فماذا الآن؟

أشجّع كل أمريكي على تجربة ChatGPT-03 Pro – مئتا دولار في الشهر، أي سبعة دولارات يوميًا لا غير!

  • جرّبوه بحرية،
  • اكتشفوا بأنفسكم ما يتقنه وما يعجز عنه،
  • أي شيء كنتم ستبحثونه في غوغل، اسألوا ChatGPT أولًا!

لا يوجد ذكاء اصطناعي ثانٍ أفضل منه.

أمريكا

يبدو أن الحلم الأمريكي مات. حتى أنا، الكشّاف النسر، صرت متشائمًا تجاه أمريكا.

قديمًا كانت الهجرة خيرًا: «إجلبوا الأذكياء إلى أمريكا، أرض الفرص». أمّا الآن، مع الفضاء السيبراني والبيتكوين، فـ«الأرض الجديدة» صارت رقمية لا مادية.

طالما يمكنك شراء البيتكوين، فالعالم ملك يديك.

الذكاء الاصطناعي

تنبّؤي الجريء: لن يحلّ الذكاء الاصطناعي محل البشر أبدًا؛ فهو كآلة حاسبة بلا مُشغِّل، أو حفّار بدون سائق.

كل القيم بشرية، وكل النهايات متمركزة حول الإنسان.

لذا لا وجود لفكرة «نهاية العالم»؛ لأن أصحاب السلطة لا مصلحة لهم في فناء العالم.

فلو كنتُ ثريًا عظيمًا، لما رغبتُ في موتي أو موت أبنائي؛ بل أريد الاستمتاع بسياراتي الرولز رويس واللامبورغيني، وبالويسكي الياباني، ولحم الواغيو A5. حتى كيم جونغ أون يستلذّ بمايباخه ويعشق الثقافة الأمريكية!

الحياة في كمبوديا تعطيني منظورًا عالميًا: الناس جميعًا لطفاء. التقيتُ مسؤولًا صينيًا يساعد القرى الفقيرة؛ كان ودودًا ويتقن الإنجليزية، سمّى ابنه «جوردان»… تيمّنًا بمايكل جوردان!

الجميع صديقك

نضحك، نرقص، ننجب، نستمتع بالطعام الجيد والخمرة. السمّ الحقيقي هو الإعلام – اجتماعيًا كان أو تقليديًا.

قم بصيامٍ رقمي: اقطع الأخبار. الأخبار تتظاهر بالفضيلة، لكنها تقتنص عينيك للإعلانات.

غوغل هو الشرير الخفي؛ ما دمت تضغط، يطبع المال. ومع اهتزاز سهمه، ستكثر الأخبار الكاذبة.

الدرع

أكثر الأبطال الخارقين أخلاقًا؟ كابتن أمريكا. سلاحه الوحيد: درع. تشبيه مثالي لحياة الوالدين: أعظم ما تقدمه لأطفالك هو درع يحميهم.

  • ابني سينيكا (4 سنوات):
    • لم يرَ يوتيوب أو تلفازًا أو فيلمًا قط،
    • بلا سكر أو عصائر أو حلويات.
  • أنا نفسي بلا AirPods ولا إنستغرام ولا تيك توك ولا iPhone Pro،
    • وأفخر بـ iPhone SE بـ300$.
  • رفعتُ 508 كغ في الـ Rack Pull صائمًا، من دون بودرة بروتين، وبحِمية مسائية لحمية خالصة، لا فطور ولا غداء.

الخطوة التالية

اصنع ترفيهك بنفسك عبر ChatGPT. معظمُه خيال، لكنه ممتعٌ للغاية. أن تخلق أفضل من أن تدفع لغيرك.

وتذكّر: الافتراضي هو الحقيقي. امشِ 30 ألف خطوة يوميًا، اذهب للنادي، اسبح، ساونا، يوغا، تمارين قوية، حذاء حافي، حاور بشرًا حقيقيين – أليست هذه حياة طيبة؟

الصحة

Mens sana in corpore sano – عقلٌ سليم في جسدٍ سليم.

الجسد المريض يُنتِج عقلًا مريضًا.

تطهّر: احذف إنستغرام، فيسبوك، تيك توك، يوتيوب، سبوتيفاي، البودكاست، جو روغان، تويتر X. عند عودتك للمنزل أطفئ الآيفون وضعه في الدرج أو صندوق السيارة ثم نم.

أفضل من ذلك: أهدِ iPhone Pro لمن يحتاجه، واشترِ SE قديمًا بـ300$.

والـ AirPods؟ إلى سلة المهملات.

الإعلام سمٌّ ناقع

عند الذهاب للنادي، لا تضع “واقيًا” في أذنك (سماعات).

فكرة نادي أحلامي: مجاني الدخول، لكن عند الاستقبال تغلق هاتفك وسماعاتك في خزنة؛ لا موسيقى، لا شاشات، الكهرباء ببيتكوين.

لا قوانين: وقّع إخلاء مسؤولية، تمرّن عاري الصدر، حافي القدمين، استعرض كما شئت. الشرط: بلا مرايا – لأنها تُشغِل.

أفكار إضافية

حين تكون مع طفلك في البيت أو الحديقة، أطفئ الآيباد والآيفون 100٪. ليدعك العالم وشأنك.

الهواتف مثل «كوكايين رقمي»، والأسوأ أنها تصيب بالاكتئاب. مهمة صعبة: اقطع Reddit؛ سُمٌّ خالص.

LEGO Technic

اشترِ طقم LEGO Technic لامبورغيني بـ500$. دَعْه يستحوذ على ذهنك بدل الإعلام الرديء.

ماذا أيضًا؟

كاميرا GoPro ذات الزاوية الواسعة الجديدة وصلت – أرى أن منظور الشخص الأول (POV) هو المستقبل، وليس Apple Vision Pro.

الناس يكرهون ما يوضع على رؤوسهم. أنا نفسي أكره النظارات الثقيلة. إطاري القادم: Lindberg فائق الخفة + عدسات Essilor – جرام واحد يُحدث فرقًا!

خلاصة

لا ترقِّ هاتفك – اشترِ ChatGPT Pro. رافعة أرخميدس × 100٬000 لقوتك!

بهجة البصر

المشي الساعة السادسة صباحًا على كورنيش بنوم بنه… سعادةٌ خالصة!

بعد تحديث نظارتي، كل شيء بدقّة HD؛ تموّجات الماء عند الفجر… بهجة مطلقة.

الرؤية كل شيء. ربما التصوير الشارعي هو الفنّ الأسمى؛ لأنه يعانق الواقع بالجسد والفرح.

إلى الأبد

ERIC KIM BLOG >